الإنتخابات النيابية وضعت أرقاماً مخيفة أمام الرأي العام أولاً، وأمام زعماء الطائفة الدرزية التقليديين، وانطلاقاً من نسبة الإقتراع في الشوف وعاليه التي لم تتجاوز الـ ٤٣% تصبح القراءة السياسية أوضح وعلى الجميع الوقوف عندها.

ومع ارتفاع أصوات المرشحين والناشطين المعارضين للسلطة، عن عمليات التزوير التي طاولت كل الدوائر الإنتخابية وحتى دون إثبات التزوير، فالأرقام التي وضعتها عمليات الفرز تقول التالي:

لائحة جنبلاط نالت قرابة الـ ٣١٠٠٠ صوت (متحالفاً مع القوات والمستقبل وحزب الله وحركة أمل).

لائحة ارسلان نالت قرابة الـ ٢٤٠٠٠ صوت (متحالفاً مع التيار الوطني الحر والقومي وحزب البعث وأمل وحزب الله)

أما اللوائح المستقلة، من المجتمع المدني والمستقلين، بعيدًا عّن لائحة وئام وهاب، نالوا مجتمعين ما يقارب الـ ٢٠ ألف صوت.

لا زعامات للدروز بعد الآن
الناشط اللبناني فراس بو حاطوم

إذاً هناك أصوات ارتفعت بقوة في صناديق الإقتراع، و٥٧% لم يصوتوا ونسبة ٢٥% من المعارضين قالوا لا للإقطاع والفساد. هذه القراءة استطاع جنبلاط تلمسها، قبل الإنتخابات، وهذا ما جعله متوتراً وقلقاً دائماً وأرغمه على إلقاء خطابات حامية وانفعالية، حين استنهض ذكريات الحرب الأهلية بين المسيحيين والدروز، عدّة مرات لشد عَصّب الدروز في الجبل قبل أيّام قليلة من الإنتخابات وكلّف وكلاء الداخلية في فروع حزبهِ في المناطق، بتوزيع جوائز تكريم للمقاتلين والمحازبين بخطوة اعتبرها الكثيرون بأنها مبادرة رخيصة جداً من زعيم اعتاد على شراء ذمم الناس.

ما يثلجُ قلب اللبنانيين، هي هذه الصحوة التي على ما يبدو ستتوسع لتطال الفئات الشابة تحضيراً للمرحلة المقبلة.

إذاً نحن نشهد على سقوط زعامات الحرب الأهلية رويدا رويداً، وإنني أرى تغييراً كبيراً في السنوات العشر القادمة.

فراس بو حاطوم – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار