(وحده الفنان الناجح من يستطيع إبكاء الجميع عندما يودّ الضحك، وإضحاكهم عندما يحتاج البكاء).

قاعدة أؤمن بها وأسقطها على التقييمات العامة حول مجمل الفنانين، فيرتقون أو يتدنون.

عمن أتحدّث هنا؟

عن نانسي_عجرم التي أحيّت حفلًا بعد وفاة حماتها، والدة زوجها د. فادي_الهاشم، بأيامٍ معدودة.

إقرأ: نانسي عجرم بعد وفاة حماتها بأيامٍ ترقص فرحًا! – فيديو

نانسي رقصتْ وضحكتْ والأهم غنّتْ، هذه مهمتها، وإلا ستخضع لشروط العقد الجزائيّة، فتدفع مبالغ طائلة لمتعهد الحفل.

لكنّ الأهم مضمون حضورها، الغاية منه، الغاية من عدم الاعتذار فالدفع فاستمالة أزمات قانونيّة.

هنا نسأل:

كم من الحضور يعاني في حياته اليوميّة، لم يجد متنفّسًا لضحكة يخرجها من القلب، أو رقصة تداعب روحه التعيسة، إلا بمشاهدة نانسي؟

كم منهم يتعذّب ويتألّم وما وجد فرصةً لإطلاق عنان سعادته إلا بحضور الحفل، فالرقص على إيقاعات أغنيات نجمته المفضّلة؟

نانسي أسعدتْ الناس وقتما رافق داخلها حزنٌ على وفاة والدة زوجها المقرّبة منها.

نانسي جعلتْهم يرقصون، وقتما كان داخلها يضجّ ألمًا، يضخم كلّما أخفته.

هذه أعظم رسائل الفنانّ، أنبلها، أكثرها شهامةً، حملتها نانسي بأمانةٍ أمس.

لذا ابتسمتُ لثوانٍ أثناء مشاهدتي لمقطعها المصوّر.

كثيرون عاتبوها، لكنّني لا أعاتبهم، فبقدر مفهومهم لتكوين الفنان ومبادئه وقيّمه، يفهمون ويحلّلون المواقف العامة.

لا نباهي المعرفة، فنحن أقل المثقفين، وأنتم تعلمون أكثر.

كأهم نجوم التاريخ الذي سمعنا عنهم العبر والقصص، لا تقلّ نانسي شأنًا عنهم بما فعلته.

القصّة تتعدّى حدّ الشرط الجزائي، لا تُسخّف بمبلغ مالي معيّن يُدفع.

القصّة بما يحمل حضورها من احترامٍ بالغ لكلّ من اشترى تذكرةً ليشاهدها، لكلّ من سافر مسافات طويلة ليراها، لكلّ من أراد تناسي همومه بالغناء معها، إبعاد كآبته بالرقص على صوتها.

نانسي دعتنا كلّنا إلى رقصةٍ فرحة، كيف تمتنع عنها قبل انطلاقها بلحظات؟!

هذا الشوق كيف تقضي عليه عند الذروة؟!

المحترف لا يتراجع، حتّى لو مات ألمًا..

عبدالله بعلبكي – بيروت

Copy URL to clipboard















منذ 4 سنوات











شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار