أبهرتني سنديانة الشام بل العرب، تذهبُ بجسدٍ يكابر أوجاع الروح، إلى عزاء المخرج المُرهف المُبدع الكبير خُلقًا وفنًّا، حاتم علي.

سارت بشعرٍ غير مُصفّف، لم تضع المساحيق، أو ترتدِ أثمن ألبسة الحداد السوداء.

فقيدها أجرح قلبها، وأبكى عينيها كما حدثَ مع الغالبية الساحقة من العرب، أي كلّ عشاقه.

كانت هذه الانفعالات الوحيدة، كانت المحرّك الوحيد لآلة جسدها، التي لا تأبه الأحكام السطحيّة والمظاهر الخدّاعة.

كلّ كبارنا اعتدنا معهم على نمطٍ سلوكي غزيرٍ بالتلقائيّة، بل أصبحت العفويّة المُطلقة عادةً إنسانيّة وأخلاقيّة مُسجّلة في قواميسهم الحياتيّة.

إقرأ: منى واصف دخلت التاريخ بمشهدٍ ولا أروع!

دائمًا ما انحنيتُ أمام قامات كُبرى، ما بنتْ هياكلها إلا من مضامينها الأخلاقيّة والإنسانيّة الزاخرة، لمعت أحجارها الكريمة من باطنها، ما أغوت قشورها ولا خابت.

منى ليست استثناءً عن رفاقِها العمالقة، لكنّها عمنّ يختال ببريقٍ مُتملّقٍ، فيخدع الناس وتخدعه الشهرة، بأكثر الأزمنة خداعًا.

ليس كلّ من يلمع (نجمًا)!

ليس كلّ من يلمع (ذهبًا)!

السنديانة لمعتْ كالذهب، الذي لا يُسعّر ولا يُباع ولا يُقلّد.

كالنجم الذي يسكن عاليًا في السماء، لكنّه أقرب من الناس لنفسه وأنفسهم.

تسرد بخامةٍ صوتيّة متألّمة عن فقيدنا: (عندما رأيت هذا المشهد، اشتهيتُ الموت).

إقرأ: منى واصف تبكي بحرقة!

لا أصدق من سيّدة عملاقة جاءت تودّع شهيرًا، لا تحضر الوداع لأجل المزيد من الشهرة!

أمامها وقف النجم السوري تيم_حسن الذي حضر عزاءً مُبكيًا لأول مرة منذ سنوات، لمخرجٍ آمنَ بقدراته التمثيلية الفذّة أكثر من نفسِه.

إقرأ: نضال الأحمدية تكشف أسرارًا عن هيفاء وهبي وابنتها!

جاء يودّع حاتم الذي أخرج أفضل أعماله (الزير سالم)، فجعل منه أكبر من مشروع نجم اعتيادي، وأرسخ من ممثل عابر.

قابلَ تيم حسن الكبيرة منى واصف في عزاء الراحل جسدًا الباقي روحًا ⁧‫حاتم علي‬⁩.

‏اقترب منها، قبّلها على رأسها، وواساها.

إقرأ: توقعات مجد غانم لكل الأبراج للعام ٢٠٢١

تحركات انفعاليّة تلقائيّة تشي باحترامه البالغ لكلّ كبير(ة)، بعيدًا عن أي استعراض.

‏تيم الإنسان لمعَ بأشد اللحظات ألمًا.

ومن يحترم ويقدّر الكبار حتمًا يصبح منهم.

إقرأ: جومانا وهبي وتوقعاتها لكل الأبراج للعام ٢٠٢١

عبدالله بعلبكي – بيروت

منى واصف
منى واصف

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار